ترأس رشيد بن المختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم الأربعاء 20 أكتوبر 2015، بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، أشغال المنتدى الوطني لبرنامج القراءة في التعليم الثانوي الإعدادي، تحت شعار القراءة من أجل كفايات التعلم والنمو الذاتي، المعروف بمشروع رصيد RASID.
وتمحورت أشغال هذا المنتدى، الذي تم تنظيمه، على مدى يومي 20 و21 أكتوبر 2015، بتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حول تدارس حصيلة هذا المشروع وآفاقه المستقبلية، وكذا تقديم نتائج التقويم التكويني، بالإضافة إلى إعطاء الانطلاقة لمخططات جهوية حول برنامج القراءة في التعليم الثانوي الإعدادي سيتم تفعيلها بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.
وفي كلمة له بالمناسبة، نوه السيد الوزير بعلاقة التعاون المتينة التي تجمع بين الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي كان من نتائجها إطلاق هذا البرنامج الطموح، مبرزا أن المشروع وإن كان يهم بالأساس سلك الثانوي الإعدادي، إلا أن مشكل القراءة مطروح أيضا بالنسبة للابتدائي، وهو ما تسعى الوزارة إلى تداركه من خلال تنزيل التدبير الأول من التدابير ذات الأولوية لإصلاح المدرسة المغربية.
وأضاف بأن الشهادات التي قدمت تبرهن بأننا نسير في طريق الأمل والتفاؤل بالنجاح، مستطردا أن الإصلاح لا يرتبط فقط بالتكلفة المادية بل بالقدرة على التفكير في الحلول المبتكرة والناجعة القابلة للتطبيق والتي تستثمر في العنصر البشري.
وحول تقييم الحصيلة الحالية للبرنامج، قال السيد بن المختار بأن المرحلة النموذجية تؤشر على وجود تحسن لدى المتعلمات والمتعلمين في القراءة وفي امتلاك مهاراتها، مبرزا أن توسيع دائرة التعميم وإدخال المشروع في البرامج المقبلة من شأنه الرفع من النتائج المحصلة وتحسينها أكثر خلال أربع سنوات، مما سينعكس بالإيجاب على المدرسة المغربية وعلى المنظومة بشكل عام. وفي هذا الصدد نوه السيد الوزير بالأطر التربوية للوزارة وبشكل خاص المدرسات والمدرسين منهم، مؤكدا أن هذه الفئة هي المستأمنة على مستقبل الأجيال وأن النجاح لن يتأتى إلا من خلال الأستاذات والأساتذة وبفضل انخراطهم وتفانيهم.
من جانبه اعتبر السيد ماثيو لوسنهوب LUSSENHOP Matthew ، نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الأمريكية بالمغرب، مشروع القراءة من أجل كفايات التعلم والنمو الذاتي في التعليم الث انوي الإعدادي "رصيد"، فرصة مهمة تتجلى من خلالها سب ِل الت عاو ِن الفعلي بين الولايات المتحدة والمغرب، موضحا أن المشروع، خلال الأشهر الثمانية السابقة، قام بتقديم المساعدة التقنية على المستويين المركزي والجهوي لتكوين الأطر الوطنية من مكوني الأساتذة على مستوى الوزارة، وأن هؤلاء سوف يقومون بدورهم الأن بتكوين الأساتذة على الصعيد الو طني في السنوات القادمة. حيث من المنتظر أن يستفيد من هذا البرنامج ما مجموعه ثمان مائة ألف تلميذ سنويا. وأضاف السيد "لوسنهوب" أن الوزارة بمساعدة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد وضعت، في نفس الإطار، الهيكل الأساس لأول برنامج لمصاحبة أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي في المغرب، والذي يشكل الخطوة الأولى نحو تنفيذ المقاربة الجديدة لتكوين أُطر التدريس، وهو إحدى الأهداف التي تتوخاها الوزارة عبر استراتيجية إصلاح منظومة التعليم.
للإشارة فبرنامج القراءة من أجل كفايات التعلم والنمو الذاتي "رصيد"، كان قد تم تجريبه في ثلاث جهات بالمملكة، حيث هم تكوين الأساتذة وتدريبهم على دمج تدريس القراءة ضمن المواد الأربعة الأساسية في المنهاج وهي اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات والعلوم، كما مكن المتعلمات والمتعلمين من تقوية قدراتهم القرائية التي تعتبر أساسية في التعلم وضرورية للفهم والتحليل والتركيب واكتساب مزيد من المفردات.
خلال هذا اللقاء قدم السيد المفضل دوحيد، رئيس قسم استراتيجيات التكوين بالوحدة المركزية لتكوين الاطر عرضا تمحور حول حصيلة المشروع وسبل ومقومات استدامته. كما تم تقديم شهادات لتلميذة وأستاذتين ومفتش تربوي من المستفيدين والمساهمين في المشروع، تم التأكيد فيها على أن القراءة وسيلة للنجاح وطريق للارتقاء. وتميزت أشغال هذا المنتدى بتنظيم
ورشات عمل شارك فيها، إلى جانب منسقي المشروع، مفتشون وأساتذة وأطر إدارية تنتمي إلى النيابات الإقليمية والأكاديميات الجهوية التي تم فيها تطبيق المشروع في مرحلته الأولى. حضر هذا المنتدى السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والسيدة غريس لانغ، LANG Grace، مديرة مكتب التربية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومديرين مركزيين ومديري بعض الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب إقليميون.
المرجع "فضاء الشركاء" الوزارية
إرسال تعليق